أشهر الخرافات حول اضطراب طيف التوحد وما الذي يجب معرفته؟
اضطراب طيف التوحد من الحالات التي تحظى باهتمام واسع وتثير الكثير من الجدل، خصوصًا بين أولياء أمور الأطفال الصغار.
يُعتبر اضطراب طيف التوحد من الحالات التي تحظى باهتمام واسع وتثير الكثير من الجدل، خصوصًا بين أولياء أمور الأطفال الصغار. يتسم هذا الاضطراب بصعوبات في تطوير العلاقات الاجتماعية، واستخدام غير تقليدي للغة، وسلوكيات نمطية متكررة أو مقيدة. ويجد الأشخاص المصابون بالتوحد صعوبة في فهم الإشارات الاجتماعية، مما يجعل التفاعلات اليومية تحديًا بالنسبة لهم.
يؤثر اضطراب طيف التوحد بطرق مختلفة نظرًا لطبيعته الطيفية؛ فكل شخص يعاني من درجات وأعراض مختلفة. نتيجة لذلك، ظهرت العديد من الخرافات حوله، ما يعيق فهم المجتمع للحالة ويؤدي لسوء فهم كبير. فيما يلي نعرض سبع خرافات شائعة عن التوحد والحقائق العلمية التي تفندها.
الخرافة 1: اضطراب طيف التوحد يصيب الذكور فقط
الحقيقة أن اضطراب طيف التوحد يمكن أن يصيب الإناث أيضًا، رغم أن معدل إصابته بين الذكور أعلى بنحو أربع مرات. وفي الواقع، تصاب الإناث بحالات ذات أعراض مشابهة للتوحد مثل متلازمة ريت، التي تُعتبر أكثر شيوعًا بين الفتيات وغالبًا ما تترافق مع إعاقات ذهنية. لهذا من المهم توعية الآباء حول هذا التنوع في الأعراض بين الجنسين.
الخرافة 2: جميع المصابين بالتوحد لديهم إعاقات ذهنية
تتفاوت مستويات الذكاء لدى المصابين باضطراب طيف التوحد بشكل كبير، حيث لا يعاني جميعهم من إعاقات ذهنية. فعلى الرغم من ارتباط التوحد بارتفاع احتمالات وجود إعاقات معرفية، إلا أن الكثيرين من المصابين يتمتعون بقدرات ذهنية طبيعية أو حتى أعلى من المتوسط. قد يعاني البعض من تداخل مع حالات أخرى، مثل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD)، الذي يظهر غالبًا مع التوحد ويؤثر على القدرات العقلية.
الخرافة 3: الأشخاص الذين يمتلكون اهتمامًا شديدًا بمواضيع معينة قد يكونون مصابين بالتوحد
استخدام تعبير “مصاب بالطيف” قد تحول إلى وصف شائع للأشخاص الذين قد يكون لديهم بعض سمات التوحد الاجتماعية أو اهتمامات محددة. لكن الحقيقة أن معظم هؤلاء الأشخاص لا يعانون من اضطراب طيف التوحد. فقد تكون هناك سمات أو اهتمامات محددة أو حتى عبقرية في مجال معين، لكن ذلك لا يعني الإصابة بالتوحد.
في الثقافة الشعبية، غالبًا ما يُصوَّر المصابون بالتوحد على أنهم نوابغ في مجالات معينة، ولكن الواقع يشير إلى أن نسبة بسيطة من المصابين بالتوحد يمتلكون مهارات استثنائية.
الخرافة 4: اضطراب طيف التوحد يصيب الأطفال فقط
على الرغم من أن اضطراب طيف التوحد يبدأ في مرحلة الطفولة، فإنه يستمر مدى الحياة. مع التقدم في العمر، يتعلم الكثيرون من المصابين طرقًا للتعامل مع المواقف الاجتماعية ويطورون مهارات تساعدهم في التكيف. ومع الدخول في مراحل عمرية مختلفة مثل المراهقة وسوق العمل، قد يحتاج المصابون للتوجيه والدعم المستمرين خصوصًا في الأمور التي تتعلق بالصحة النفسية والتفاعل الاجتماعي.
الخرافة 5: لا يوجد علاج لاضطراب طيف التوحد
بينما لا يوجد علاج نهائي للتوحد، إلا أن هناك أساليب علاجية وداعمة تساعد على تحسين جودة حياة المصابين به. يمكن أن تشمل هذه العلاجات:
- العلاج السلوكي، الذي يُعنى بتطوير المهارات الاجتماعية وتخفيف السلوكيات غير المرغوبة.
- الأدوية المساندة التي تستخدم للتعامل مع القلق أو الاندفاع الزائد.
- التدريب على المواقف الاجتماعية، الذي يتضمن تدريب الأطفال على سيناريوهات محادثات تساعدهم في التفاعل الاجتماعي.
من الضروري أن يكون الأهل حذرين في اختيار العلاجات، إذ يُنصح بمناقشة أي تدخلات علاجية مع أخصائي طبي لتجنب التدخلات غير الفعالة أو الضارة.
الخرافة 6: اللقاحات تسبب اضطراب طيف التوحد
لا توجد أي دلائل علمية تثبت أن اللقاحات تسبب التوحد، وقد أكدت العديد من الدراسات الموثوقة عدم وجود أي علاقة بين اللقاحات وظهور أعراض التوحد. تنبع هذه الخرافة من تزامن وقت تلقي الأطفال للقاحات مع الفترة التي يبدأ فيها الأهالي ملاحظة بعض علامات التوحد، لكنها مجرد مصادفة. في الواقع، تُعد التطعيمات أساسية لحماية الأطفال من الأمراض المعدية التي قد تهدد حياتهم وحياة من حولهم.
الخرافة 7: اضطراب طيف التوحد ناتج عن “التربية السيئة”
خلال السنوات الماضية، بات واضحًا أن اضطراب طيف التوحد ليس له علاقة بطريقة تربية الوالدين. بل هو اضطراب معقد ينتج عن تفاعلات جينية وبيئية. تلعب أساليب التربية دورًا كبيرًا في دعم وتعزيز مهارات الأطفال المصابين بالتوحد، لكنها لا تؤدي إلى إصابتهم بالتوحد. من الضروري أن يفهم المجتمع هذا الجانب لتجنب إلقاء اللوم على الأسر التي تبذل كل جهدها في دعم أطفالها المصابين.
يتطلب فهم اضطراب طيف التوحد تجاوز الخرافات والأفكار المغلوطة التي تحيط به. يُعد التوحد جزءًا من التنوع البشري، وكل فرد مصاب به يحمل سمات واحتياجات فريدة. من خلال معرفة الحقائق وتجنب الأحكام المسبقة، يمكن للمجتمع أن يدعم المصابين بالتوحد ويسهم في بناء بيئة شاملة تتقبل الجميع بكل اختلافاتهم.
المصادر :